آخر الأخبار
تتمة قصة بعنوان
[ تأشيرة من دون جواز سفر ] جزء ( 5 )
للمرحوم أخي الأديب والقاص
{ شكيب البعيني }
حقوق النشر محفوظة
حماية الملكية الفكرية رقم { 1073 }
-------------------
وعندما وصلوا إلى المدينة سألوا عن المقهى الذي يعمل به ابنهم منصور حيث كان منصور قد كتب العنوان في رسالته التي ارسلها لوالده مع المال , وبعد عناء كبير وكثرة السؤال والدوران تمكنوا من الوصول إلى المكان الذي يعمل به منصور , عندها انتابهم الراحة والسعادة والسرور , كان منصور يقوم بعمله الصباحي المعتاد وهو تنظيف المقهى من الداخل والخارج ومن خلال الواجهة الزجاجية للمقهى رأى منصور ابيه وأمه وأخته الصغيرة , تفاجئ بهم توجه اليهم راكضا" وقبل ايداي والديه وغمر اخته الصغيرة بين يديه وقبلها ودموع الشوق والحنية يسلان من عينيه على عرض خديه ابي امي اختي أهلا" بكم نورتم المدينة , الأم تبكي ودمها يفور وقلبها يبتسم لرؤية ابنها منصور والأب يشكي متألم مقهور من مرضه وما آل به من عدم قدرته على العمل الذي اوصل بإبنه منصور إلى هذا الحال , كان صاحب المقهى يراقب ويتابع ما يحصل مع منصور خارج المقهى وتوقع أن هؤلاء هم عائلته اتجه نحوهم وسأل منصور هؤلاء أهلك يا منصور أليس كذلك نعم معلمي أنهم أبي وامي واختي , رحب بهم وطلب منهم الدخول إلى المقهى وقال لمنصور اعمل قهوة لوالديك يا منصور أجابه حاضر معلمي كثر الله خيرك و ذهب منصور لتجهيز القهوة بينما كان صاحب المقهى يحدث والديه عن منصور وعن صفاته الحميدة صدقه وأمانته وحسن تربيته , اتى منصور ومعه القهوة وإبريق ممتلئ بالماء البارد سكب القهوة في اكوابها الجميلة المتناسقة وقدمها لوالديه وجلس معهم يسألهم عن سبب مجيئهم الى المدينة , أجابه والده يا بني أختك مريضة ألا تراها ذابلة كوردة عطشى في بستان وأتينا الى المدينة لعالجها وانت تعلم انه لا يوجد طبيب عندنا في القرية ولو وجد الطبيب لا نملك المال لأعطاء الطبي أجرة المعانية وشراء الدواء لها , أتينا الى هنا لنعالجها بعد ان حاولنا معالجتها بالأعشاب كما المعتاد ولم تشفى , أعطيني يا بني ما معك من مال كي ندفع أجرة الطبيب ونشتري الدواء لأختك , تنهد منصور وقلبه يتمزق وعيناه تدمعان , وقال لوالده : يا ولادي ما جمعته من مال أرسلته لكم وبقي معي بعض منه أشتريت بهم سروال وقميص ولم يبقى معي اي فلس , عندها انتفض والده غاضبا" وصرخ في وجه منصور وشده من اذنه قائلا" له كيف تفعل ذلك يا غبي الآن ليس وقت شراؤك ملابس أنت لا تفهم وحاول ضربه لكن منصور ابتعد عنه وقال له : لم أعلم يا والدي أن اختي مريضة ثم سروالي وقميصي الوحيدان اللذان لا املك سواهما قدر تمزقا واصبحا غير صالحان للإرتداء , كان صاحب المقهى يراقب من بعيد وشاهد ما حصل لمنصور أقترب مسرعا" سائلا" ما المشكلة بينكم لماذا يا عم تضرب منصور وترفع صوتك عليه , سكت الجميع دون إجابة لكن منصور قال لمعلمه : سلامتك معلمي لا تشغل بالك ابي معصب قليلا" وهو يمون عليّ , أصر صاحب المقهى على معرفة السبب الذي دفع والد منصور لضربه وتوبيخه بصوت مرتفع , صارحه ابو منصور وأعلمه عن السبب , فما كان من صاحب المقهى إلا أن سأل ابو منصور كم تريد قل كم المبلغ الذي تحتاجه لعلاج ابنتك , منصور الآن هو كما ابني وأنا مسؤول عنه كم تحتاج يا عم قل لي لم يجيب والد منصور وقال منصور لمعلمه لا نريد سوى سلامتك يا معلمي الغالي , مد صاحب المقهى يده الى جيب سرواله وأعطى والد منصور مبلعا" من المال يكفي لعلاج الطفلة الصغيرة وأكثر وقال لوالد منصور لو سمحت لا تضرب منصور ولا تصرخ في وجهه مرة ثانية , شكرا والد منصور وزوجته صاحب المقهى واستكثرا بخيره وأثنيا عليه وعلى كرمه وودعا منصور بحرقة ولوعة واعتذرا من منصور طالبنان منه ان لا يزعل منهما هو إبنهم وإملهم في هذه الحياة الدنيا وذهبا إلى عيادة الطبيب لعلاج إبنتهما ,
للقصة تتمة :
[ تأشيرة من دون جواز سفر ] جزء ( 5 )
للمرحوم أخي الأديب والقاص
{ شكيب البعيني }
حقوق النشر محفوظة
حماية الملكية الفكرية رقم { 1073 }
-------------------
وعندما وصلوا إلى المدينة سألوا عن المقهى الذي يعمل به ابنهم منصور حيث كان منصور قد كتب العنوان في رسالته التي ارسلها لوالده مع المال , وبعد عناء كبير وكثرة السؤال والدوران تمكنوا من الوصول إلى المكان الذي يعمل به منصور , عندها انتابهم الراحة والسعادة والسرور , كان منصور يقوم بعمله الصباحي المعتاد وهو تنظيف المقهى من الداخل والخارج ومن خلال الواجهة الزجاجية للمقهى رأى منصور ابيه وأمه وأخته الصغيرة , تفاجئ بهم توجه اليهم راكضا" وقبل ايداي والديه وغمر اخته الصغيرة بين يديه وقبلها ودموع الشوق والحنية يسلان من عينيه على عرض خديه ابي امي اختي أهلا" بكم نورتم المدينة , الأم تبكي ودمها يفور وقلبها يبتسم لرؤية ابنها منصور والأب يشكي متألم مقهور من مرضه وما آل به من عدم قدرته على العمل الذي اوصل بإبنه منصور إلى هذا الحال , كان صاحب المقهى يراقب ويتابع ما يحصل مع منصور خارج المقهى وتوقع أن هؤلاء هم عائلته اتجه نحوهم وسأل منصور هؤلاء أهلك يا منصور أليس كذلك نعم معلمي أنهم أبي وامي واختي , رحب بهم وطلب منهم الدخول إلى المقهى وقال لمنصور اعمل قهوة لوالديك يا منصور أجابه حاضر معلمي كثر الله خيرك و ذهب منصور لتجهيز القهوة بينما كان صاحب المقهى يحدث والديه عن منصور وعن صفاته الحميدة صدقه وأمانته وحسن تربيته , اتى منصور ومعه القهوة وإبريق ممتلئ بالماء البارد سكب القهوة في اكوابها الجميلة المتناسقة وقدمها لوالديه وجلس معهم يسألهم عن سبب مجيئهم الى المدينة , أجابه والده يا بني أختك مريضة ألا تراها ذابلة كوردة عطشى في بستان وأتينا الى المدينة لعالجها وانت تعلم انه لا يوجد طبيب عندنا في القرية ولو وجد الطبيب لا نملك المال لأعطاء الطبي أجرة المعانية وشراء الدواء لها , أتينا الى هنا لنعالجها بعد ان حاولنا معالجتها بالأعشاب كما المعتاد ولم تشفى , أعطيني يا بني ما معك من مال كي ندفع أجرة الطبيب ونشتري الدواء لأختك , تنهد منصور وقلبه يتمزق وعيناه تدمعان , وقال لوالده : يا ولادي ما جمعته من مال أرسلته لكم وبقي معي بعض منه أشتريت بهم سروال وقميص ولم يبقى معي اي فلس , عندها انتفض والده غاضبا" وصرخ في وجه منصور وشده من اذنه قائلا" له كيف تفعل ذلك يا غبي الآن ليس وقت شراؤك ملابس أنت لا تفهم وحاول ضربه لكن منصور ابتعد عنه وقال له : لم أعلم يا والدي أن اختي مريضة ثم سروالي وقميصي الوحيدان اللذان لا املك سواهما قدر تمزقا واصبحا غير صالحان للإرتداء , كان صاحب المقهى يراقب من بعيد وشاهد ما حصل لمنصور أقترب مسرعا" سائلا" ما المشكلة بينكم لماذا يا عم تضرب منصور وترفع صوتك عليه , سكت الجميع دون إجابة لكن منصور قال لمعلمه : سلامتك معلمي لا تشغل بالك ابي معصب قليلا" وهو يمون عليّ , أصر صاحب المقهى على معرفة السبب الذي دفع والد منصور لضربه وتوبيخه بصوت مرتفع , صارحه ابو منصور وأعلمه عن السبب , فما كان من صاحب المقهى إلا أن سأل ابو منصور كم تريد قل كم المبلغ الذي تحتاجه لعلاج ابنتك , منصور الآن هو كما ابني وأنا مسؤول عنه كم تحتاج يا عم قل لي لم يجيب والد منصور وقال منصور لمعلمه لا نريد سوى سلامتك يا معلمي الغالي , مد صاحب المقهى يده الى جيب سرواله وأعطى والد منصور مبلعا" من المال يكفي لعلاج الطفلة الصغيرة وأكثر وقال لوالد منصور لو سمحت لا تضرب منصور ولا تصرخ في وجهه مرة ثانية , شكرا والد منصور وزوجته صاحب المقهى واستكثرا بخيره وأثنيا عليه وعلى كرمه وودعا منصور بحرقة ولوعة واعتذرا من منصور طالبنان منه ان لا يزعل منهما هو إبنهم وإملهم في هذه الحياة الدنيا وذهبا إلى عيادة الطبيب لعلاج إبنتهما ,
للقصة تتمة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق