السبت، 27 مايو 2017

{ في ليلة صيف قمرية } الاديب رسمي خير


في ليلة صيف قمرية 
===============
جلست معشوقتي الجميلة 
على أرجوحة في حديقة منزلنا 
وبالقرب منها ضوء خافت 
فراشات تتهادى
على أزهار وردية
وجدول يجري منه الماء
على أنغام موسيقية
============
بيدها ما كانت تحتفظ
به من ذكريات
بدأت تداعب بأناملها
أوراقها العطرة الشذية
دنوت منها
وجلست على أريكة مقابلها
أحضرت معي فنجان قهوتي
كعادتي في كل مساء
وتبغي المفضل ورفيق دربي غليوني بني اللون
رسمت عليه خطوط من سنين عمري
أشعلته بولاعة قديمة
كنت أحتفظ بها من جدي
استهوتني طريقة عملها
حيث انها تقدح شرار
وتحدث صوت موسيقى هادئة
بدأ الدخان يملئ المكان
وتتعمق الفراشات
في سرابها الممتد هتا وهناك
تحوم حول أوراقها المبعثرة
على أرجوحتها
بدأ الأنزعاج ظاهر في عينيها
وأنا ابتسم في وجهها
لأثير حفيظتها
ظهر التوتر عليها
من حركة قدميها
وهي تجري عملية تبادل لهما
تارة يسارا وتارة يمينا
مع نفور من ثغرها يصدره نفسها
بدأت أدندن بأغنية تعشق كلماتها
لها ذكرى جميلة في حياتنا
لاضيف لها رونقا جميلا
وهي تتصفح ذكرياتها
أصرت على صمتها
وأنا أتمادى في اثارتها
مما أثار حفيظتي
وهي على غير عادتها
============
ماذا هناك يا ترى ؟؟؟؟
وأنا أعلم حين تكون هكذا
لا تريد أحدا يكلمها
شاهدت دمعة صمت على خدها
انسابت حتى ثغرها تحركت شفتيها
وتمتمت بكلمات لم أفهمها
لكن أدركت فحواها
ناظرتني بنظرة قاتلة ..
. منتصبة سهامها
رموشها حادة في هدفها
بدأ غليوني يتراقص بيدي
وأشتد نفسي
وبدأ الدخان يتصاعد بكثافة
كأن السماء قادمة
بعد غيث بمطرها ..
.اقتربت أكثر منها
حتى بدأت أستنشق عطر أنفسها .
..ما بالك يا حبيبتي ؟؟؟؟؟
وكأنها صاعقة أصابتها
تأكدت اني سأغرق بمطرها
أسرعت الى حضنها
لأحتمي من غضبها
ألقيت ما بيدي
ألا يكفي نار دخانها
ولا أعلم ان كنت من رمادها
بدأت أداعب ما على صدرها
ما كان من ورود حمراء على ردائها
حتى وصل لي أنفاس صمت لهيبها
حبيبتي رفقا بحالي أنا اليوم شهيدها
وقبل أن تتكلمي
دعيني أقول لك ..
.انني لم أجد عطرا كعطرها
تساقطت الأوراق المتبقية في يديها
وأسدلت على نظري شعرها المتناثر على منكبيها
لا أدري بحالي أين أنا
أصبحت هائم في فضائها
لا أعلم ما قرارها
وصلني قطرات من غيثها
وهي تردد على ألحان صوتها
هل أنت هنا أم أنا في الأحلام يا ترى ؟؟؟
أين ما كان في يدي
لقد كنت أراك
في كل حرف مر على ناظري
أنا وصمتي
لا تدع الدمع يذرف من عيني
ابق كما أنت فلا أحد في الكون أحبك مثلي
فان جاءك الموت فهو عشقي
ستبقى في دائرة كوني
تبقى أنت خالدا في ذاكرتي ....
لماذا أصابك الصمت ؟؟؟؟
لا حراك لك هل جاءك القدر ؟؟؟؟
ما بال فراشاتي اختفت فجأة
هل تدرك ما صنيعها
انها تهئ لك ركنا لتبقى بقربي
في سواد الليل أنا ودمعي
هاج البحر من غضبي
الى متى سأبقى أسيرة
وعصفورتي التي أفتقدها
هوت يوم فراقتها
والله مهما تزينت لكم الدنيا بجمالها
لن تجدوا حضنا حانيا كحضني
عودوا كما يعود الصباح
فظلام الليل حتما سيمضي
...........................
 بقلمي د. رسمي خير .
أحببته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق